منتدى صامد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة ملحمة نابلسية

اذهب الى الأسفل

قصة ملحمة نابلسية Empty قصة ملحمة نابلسية

مُساهمة  مسلم وافتخر الجمعة يناير 09, 2009 2:54 pm

السلام عليكم

من هنا تبدأ قصة ملحمة نابلسية مفتوحة

هذا الذي يجري في قلب البلدة القديمة لنابلس يستحق الانتباه وتسليط الاعلام والفضائيات عليه ، فدولة الاحتلال بجيشها ومدرعاتها وبلدوزراتها ووحداتها الخاصة المستعربة الارهابية تواصل حملاتها الحربية الاجتياحية التدميرية ضد البلدة القديمة لنابلس الصامدة ، في الوقت الذي يسطر اهل مدينة جبل النار ملحمة صمودية اسطورية مفتوحة ، في الوقت الذي ينشغل فيه الفلسطينيون في غزة ورام الله هناك والعرب من حولهم بشؤونهم وهمومهم وقضاياهم الاخرى...، فنتوقف اليوم مجددا امام تطورات المشهد النابلسي فنتابع اهم وابرز عناوينه خلال الحملات الحربية الاحتلالية التي تطلق عليها هيئة اركان الاحتلال اسماء حربية متنوعة فنقرأ :

- أكثر من 80 آلية عسكرية إسرائيلية اجتاحت مساء الاربعاء 27 ـ 6 ـ 2007 مدينة نابلس شمال الضفة الغربية من بيت ايبا غرباً ، وحوارة جنوباً ومن الجهة الشرقية من مخيم بلاطة وسط اطلاق نار كثيف ، وقالت المصادر المحلية أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين المقاومين وبين قوات الاحتلال ، وأن قوات الاحتلال تتمركز في البلدة القديمة ، وتقيم نقاطا عسكرية فيها ـ عن الوكالات وفلسطين اليوم 28 ـ 6 ـ 2007" .

- وقبل ذلك في مطلع حزيران كانت اليات الاحتلال الاسرائيلية قد اقتحمت البلدة القديمة في نابلس شمال الضفة الغربية وتسببت بخراب ودمار كبيرين في عدة اسواق فيها فيما اعتقلت قوات الاحتلال عشرات المواطنين من قرية بيت ايبا إلى الغرب من نابلس ـ عن الوكالات 2 ـ 6 ـ 2007".

وأكدت المصادر المحلية "أن قوات الاحتلال قامت بتفجير سوق الحدادين عبر وضع عبوات ناسفة كبيرة وتفجيرها مما أدى إلى تحطيم عشرات المحال التجارية والمنازل القريبة فيما هرعت آليات بلدية نابلس بعد انسحاب قوات الاحتلال وقامت بمعاينة الخسائر وتقديم المساعدة للسكان". كما "شددت قوات الاحتلال الإسرائيلية من إجراءاتها على الحواجز المحيطة بمدينة نابلس ، وقال شهود عيان أن قوات الاحتلال قامت بإعادة حاجز يتسهار العسكري الفاصل بين مدينة نابلس وقرية حوارة ، حيث تواجدت حشود كبيرة من المواطنين الذين أعاق هذا الحاجز خروجهم أو دخولهم إلى المدينة". ويذكران مدينة نابلس تعيش في حصار خانق منذ ست سنوات ، حيث تنتشر الحواجز العسكرية حولها لتحول دون دخول المواطنين إلى المدينة أو خروجهم منها. وقبل ذلك بيومين ايضا "اقتحمت القوات الاسرائيلية فجرا مقر جمعية مركز جذور للثقافة والفنون بنابلس وصادرت اجهزة الحاسوب فيه 28 ـ 5 ـ 2007 ".

ونستحضر عناوين المشهد النابلسي على مدى الشهور القليلة الماضية وقبل هذه الاجتياحات الحربية الاخيرة لنقرأ ايضا:
- قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدعومة بالطائرات تجتاح مدينة نابلس في عملية جديدة اطلقت عليها اسم"الشتاء الحار" ، ونحو مائة وعشرين آلية عسكرية إسرائيلية إضافة الى عدد من الجرافات العسكرية تقتحم المدينة وتفرض عليها منع التجول ، وهذه العملية تعد الأوسع في المدينة منذ عام 2002. ..

- قوات الاحتلال تركز عمليتها داخل البلدة القديمة ، وتحديداً في حارة الياسمين التي انتشر فيها الجنود الاسرائيليون الذين حولوا جزءاً من منازلها الى ثكنات عسكرية بعد ان احتجزوا سكانها في غرف داخلية.
- قوات الإحتلال تفرض منع التجول على نابلس البلدة القديمة وتقوم بحملة تفتيش من بيت إلى بيت..
- آليات الاحتلال تجرف شوارع رئيسية وتقطع شرق المدينة عن غربها...
- الجرافات الاسرائيلية تقوم بوضع مكعبات اسمنتية امام مديرية التربية والتعليم في نابلس وتمنع كافة المواطنين من الوصول الى الجزء الغربي من المدينة.
- جنود الاحتلال يصيبون ويعتقلون العشرات ، ويفجرون المنازل ويقومون باعمال قرصنة ، ويحتلون تلفزيون نابلس واذاعة صوت النجاح وينشرون بيانات تطالب المقاومين بتسليم انفسهم.
- قوات الاحتلال تحاصر مشفيي رفيديا والوطني وتمنع وصول الجرحى والمرضى إلا بعد احتجازهم والتحقيق معهم ، والحواجز العسكرية تعيق حركة سيارات واطقم الاسعاف.
- قوات الاحتلال تنسف منازل في البلدة القديمة بينها منزل يعود لقيادي في كتائب شهداء الاقصى يلقب بـ"القذافي".
- ... وتحول مدرسة الى معتقل وتفرض حظراً للتجول وتحاصر المدينة من جهاتها الأربع مانعة الدخول والخروج منها. - وعلقت الدراسة في كافة المدارس وسمع دوي انفجارات واندلعت اشتباكات ..

- فلماذا اذن نابلس على وجه التحديد..؟ ،
- لماذا كل هذا الهجوم الاحتلالي التدميري المحموم ضد المدينة وأهلها..؟ ،
- وما الذي يريده جنرالات الاحتلال من وراء تدمير المدينة وحضارتها على هذا النحو الإجرامي السافر الذي نتابعه عربياً بمنتهى العجز المفجع والمعيب..؟،

لا شك أن حملة التدمير والحصار ضد نابلس تنطوي أيضاً على بعد حاسم في مواجهة مشروع الاحتلال ، هو البعد المعنوي الصمودي ، وان الاحتلال إنما يستهدف إلى جانب ، التدمير الشامل للحضارة والتراث والتاريخ في نابلس ، ضرب المعنويات وروحية التحدي والصمود لدى أهالي نابلس ، الأمر الذي يدركه الأهالي ويعملون على احباطه رغم ضخامة الهجمة والدمار والحصار التجويعي ضدهم.

كثيرة هي المآسي والكوارث التي خلفها الاجتياح العسكري على صعد شتى ، إلا أن استهداف نابلس القديمة بميراثها التاريخي والحضاري قد ترك جراحات من الصعب اندمالها ، والنابلسيون ما زالوا يتذكرون زلزال العام 1937 الذي ضرب فلسطين بعامة ونابلس بخاصة ، وبرغم شدته وقسوته فإن هذا الزلزال لم ينل من هذه المدينة ما نالته هذه الاجتياحات العسكرية الأخيرة التي استهدفت عامداً متعمداً النيل من تراثها الحضاري وانتمائها إلى التاريخ والأصالة ، إن صورة نابلس القديمة التي عرفتها الأجيال تلو الأجيال قد تغيرت بعض ملامحها ، فثمة فراغات غريبة لا تكاد تصدقها العيون تشاهد لأول مرة في تاريخها جراء التدمير الاجتياحي البربري ، وثمة غياب لمعالم حضارية تاريخية عاشت قروناً مع الأجيال.

إن المرء لا يصدق ما يجري هناك في قلب نابلس التاريخية ، ولكنه في الحقيقة فصل آخر قاسْ في منظومة المعاناة العامة للشعب الفلسطيني المتجذر في أرض آبائه وأجداده ، والقيم على تراثهم الحضاري الفريد ، وإذا كان حاضر هذا الشعب هو المستهدف حتى الآن ، فها هو ماضيه يستهدف في هذه الاجتياحات الحربية المتواصلة بلا توقف. ولكن لاحظوا... في ختام هذا الاجتياح الاخير أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن انتهاء العملية العسكرية في حي القصبة بنابلس وانسحاب الجيش منها ، وقال مصدر عسكري إسرائيلي "إن الجيش واجه مقاومة لم يشهدها من قبل" و"جميع الفصائل الفلسطينية استعدت قبل وصولنا لحي القصبة ، وقامت بزرع العبوات الناسفة في عدة شوارع ، أصيب جراءها ضابطان بصورة خطيرة ، وتم بتر قدمي أحدهما وآخران بصورة متوسطة وآخر بصورة طفيفة" ، وقال المراسل العسكري في إذاعة الجيش "ان معدي العبوات الناسفة في نابلس طوروا العبوات وزادوا من حجمها "فهناك عبوات كانت تزن 5 كيلوات ، وهذا يعتبر تطورا في تصنيع العبوات الناسفة ، كما أن الجيش يخطط الآن للقيام بعملية عسكرية داخل مخيم بلاطة للقضاء على البني التحتية للمنظمات داخل المخيم" ، وأعلنت مصادر إسرائيلية ايضا "أن ثمانية جنود إسرائيليين أصيبوا بجراح ، جراح خمسة منهم بالغة الخطورة ، جراء انفجار عبوات ناسفة بدوريتهم في مدينة نابلس فجر الخميس28 ـ 6 ـ 2007". ونقول: كل التحية والاجلال والتقدير لاهل نابلس ومقاتلي مدينة جبل النار الذين يسطرون ملحمة صمودية حقيقية مفتوحة في مواجهة اجتياحات وجبروت الاحتلال واومر الموت اليومي ، ليضيفوا إضاءة جديدة في فضاء هذا الزمن لا تقوى على إطفائها اعاصير واجتياحات الاحتلال.
مسلم وافتخر
مسلم وافتخر
Admin

المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 08/01/2009
العمر : 32

https://samed92.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى